الاثنين، 7 يونيو 2010

صوت المعلم / 3




ديموقراطية التشاور .. بين النظرية والتطبيق (3 والأخير)
يقول الفيلسوف والروائي الإيطالي جورج سانتيانا: "أولئك الذين لا يتذكرون الماضي – بأخطائه – محكوم عليهم بتكراره" ونأمل أن تكون التجارب التي مررنا بها هذا العام بداية لرؤية مستقبلية معلومة ملامحها ومدرك أهدافها وواضحة مسالكها. فيتكون الإدارة المدرسية في صحة من التخبط الذي هي عليه، ويكون المعلم على وعي كامل وإدراك تام بما يجب عليه فعله، وأن يكون الطالب على بينة مما هو مطلوب منه. بهذه الرؤية الواضحة تماما، والتي تخلو من أي لبس، نكون قد حققنا الهدف من العملية التربوية، وأفسحنا المجال للإدارة والمعلم والطالب بأن يقوموا بعملهم على أكمل وجه.
وتتمثل "مصلحة الطلاب العامة" في قرار الكل، لا الفرد. فاجتماع الرأي ينتج عنه القرار السديد الذي فية المصلحة الحقيقية للطالب. وكما تحدث الكاتب نبهان البحري في العدد الماضي قائلا: "والاختلاف في الرؤى والأفكار دلالة على حضور العقل ... أما الاستبداد بالآراء والافتيات وجهات النظر فيكشفان عن وجود عقل أوحد وقطيع من التابعين مسلوبي الفكر والارادة والحرية والهوية، وحظر الاختلاف وحجبه يعني مصادرة الفكر. والفكر لا يصادر." مرافئ-العدد 34 – الحلم الأخير.
ومن هذا المنطلق الفكري لمبدأ الاختلاف –الصحي – يعز علينا أن نكون قطيعا "إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا، وإن أساءوا أسئنا.. بل إن أساءوا أحسنّا" ، وحرية الفكر مكفولة بخطاب صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه. ونحن وإن كنا لسنا في مواقع اتخاذ القرار، ولسنا من حملة الدكتوراه – إن كانت هي المقياس- فقد أعطينا عقلا وفكرا يجب أن يحترم وإن تعارض مع أفكار الآخرين، ويجب أن يستمع إليه لعل فيه الفائدة، وباجتماع الآراء نخرج برؤية واضحة المعالم تحدد "مصلحة الطلاب العامة"، وتحول من مجرد شعارات لا تجد للتطبيق الشامل سبيلا، إلى مبدأ ورؤية يعمل عليها الطالب والمعلم والإدارة والوزارة. وبذلك نكون قد خطونا إلى الطريق الصحيح والتفكير السليم. فهذه المؤسسة التعليمية التي تقوم على أساس المعلم، ولولا وجوده لأضحى أكثر من 500 ألف طالب قابعين في منازلهم. أفلا يتدبرون ويعون ويدركون أهمية هذا العنصر؟! والعنصر الآخر هو الطالب، وبعدها تأتي العناصر الأخرى التي توفر المكان والزمان والموارد اللازمة لقيام العملية التربوية. فهي كل متكامل لا يمكن تجزأته. والعمل معا بإشراك العناصر الثلاثة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، نوفق في جعل العملية التعليمية "لمصلحة الكلاب العامة".
كل هذا الكلام، وما تركناه .. من {أجل مصلحة الطلاب العامة} فقط!




صوت المعلم / 2



ديمقراطية التشاور .. بين الواقع والتطبيق(2)

وهنا نستكمل ما بدأناه في الجزء الأول..
ثانيا: كمية المادة المقررة في الاختبارات النهائية
أحيانا أقف مستغربا من طريقة التفكير التي تصاحب مثل هذه القرارات، كيف يمكن للطالب الذي واصل الدوام المدرسي حتى آخر يوم أن يأتي بعد إجازة الأسبوع ليبدأ أول اختباراته؟!!
كيف يمكن لهؤلاء "المغلوب على أمرهم" أن يرتبوا جداول مذاكرتهم وينظموا وقتا لدراستهم دون أن يؤثر في أدائهم؟! ألا يكفي مدة التعليم المتواصلة دون توقف يذكر؟! ألا يكفي الدوام المتتابع حتى نهاية الفصل وبدأ الاختبارات دون فترة مراجعة تهيئ لهم جوا مناسبا وتخفف من الضغط الذي يشعرون به؟!! أين "مصلحة الطلاب العامة" في ما يحدث؟!! أأكون أعمى لدرجة أني لا أراها ولا الآخرون يرونها. أم أنّ رؤيتها تتطلب كرسيا دوارا؟!!
وما دمنا متفقين أنّ الدوام المدرسي هذا العام كان بخلاف العادة، فلماذا لم تراعى تلك الجوانب؟ ولماذا لم تحدد إستراتيجية واضحة ومدروسة منذ بداية العام؟ ولماذا لم تكن الرؤية والخطة الدراسية مقررة وواضحة للمعلم والطالب؟ ولماذا تُرك المعلم متخبطا أحيانا ومسرعا أحايين أخرى لينهي المنهج على عجالة خوفا أو بالأصح "جهلا" مما هو مطلوب منه تأديته؟ لماذا نتكلم ونقرر ونخطط بعد نفاذ الوقت؟! أين هي "مصلحة الطلاب العامة"؟
ولماذا تتضارب القرارات بين قرار مبدأي بحذف بعضا من المنهج، وآخر نهائي بعدم حذف كلمة واحدة؟! وهل تمت قياس قدرات الطالب مسبقا ومعرفة أنّ بإمكانه إنهاء ومراجعة وإختبار فصلين كاملين في ظل الظرف المحيطة بالعملية التربوية هذا العام؟! وهل تّرك المجال للتحصيل الدراسي فقط؟ّ! أم أنّ حمّى الأنشطة المصاحبة للعملية التعليمية كانت حاضرة وبقوة تضاعف قوة التحصيل الدراسي؟! أما كان بالإمكان التركيز على ما هو أهم؟! أم سيقول حملة الماجستير والدكتوراه – خارج الميدان- أننا لا نعي ولا ندرك أهمية تلك الأنشطة الطلابية التي تعمل على تكوين شخصية الطالب، وتصقل المهارات التي يمتلكها؟! ألا يمكن لهذا الصقل الذي لا يريد أن يكون ألمسا أن يخفف قليلا ولا يركز عليه من "أجل مصلحة الطلاب العامة"؟!
لماذا يطلب من كل مدرسة أن تركز على التحصيل الدراسي للطالب شعارا ونظرية، وأن يُهتم بالأنشطة الطلابية واقعا وتطبيقا؟!
وللحديث بقية...



صوت المعلم / 1


ديمقراطية التشاور .. بين الواقع والتطبيق (1)
هكذا قالوا عن الديمقراطية، "وأمرهم شورى بينهم"، بهذا المبدأ تتخذ القرارات الصائبة، "وفوق كل ذي علم عليم" فلا يمكن أن يكون رأي الفرد دائما على صواب ورأي الآخرين على خطأ، ولا يمكن أن نستمر بالعلل السقيمة نفسها، وهو أنّ من هم على الكرسي الدوار أعلم بالمصلحة، وأعلم بالصواب ممن هم في الميدان.

كل هذا من أجل فلذات الأكباد، أبنائنا وبناتنا الطلاب الذين أفنوا أشهرا من الدراسة المستمرة دون استراحة كافية للمحارب المنكب على كتبه ودروسه طوال الأشهر الماضية. كل ذلك من أجل أن يقطف ثمار جهده واجتهاده وكفاحه الطويل. كل ذلك من أجل أن يثبت لنفسه وللآخرين بأنّ الظروف التي يمرون بها لن تكون حجر عثرة على مسيرة التعليم ومسيرة البناء العلمي والفكري والثقافي لهم.

كثيرون هم المستاءون من القرارات التي أصدرت بحقهم. يتساءلون عن طريقة تجعلهم يستذكرون كتابا يبلغ عدد صفحاته 294 صفحة. يبحثون "لاهثين" عن حل يرتب لهم وقتهم كي يكونوا قادرين على تغطية المطلوب دراسته لاختبارهم النهائي. تجدهم تائهين بين عائلاتهم ومعلميهم وإدارة مدرستهم، يرجون أن يمد لهم حبل النجاة الذي يفرج كربهم، ويبعد السوداوية التي أصابتهم دون سابق إنذار.

ولكي لا يكون الكلام عشوائيا وغير مفهوم، سأوضح بعض النقاط كالآتي:
أولا: وقت الدوام الطلابي.
يتساءل الطلاب عن الوقت المتاح لهم بين الدراسة وبين تأدية الاختبارات، والفاصل الزمني الموجود بينهما، وهو "صفر يوم" ، فللأسف لا يوجد أي فاصل بين الدراسة والاختبارات، مع العلم أن:
- كثير من المواد قد تم إنهاؤها "كمادة علمية تعطى من المعلم للطلاب".
- تختلف كل منطقة عن أخرى في دوام الطلاب، فهناك من المدارس التي خلت من الطلاب منذ شهر، وهناك من تابع الدوام وسيتابع حتى اليوم الأخير.
- مبدأ هذا الاختلاف هو الإدارات المدرسية المتفاوتة بين مطبق للقانون بحذافيره، وبين متساهل أو متعاون مع الطلاب، وبين متهاون وغير مطبق للقانون. مع العلم أنّ كل هؤلاء يرفعون راية "مصلحة الطلاب العامة" كشعار لهم يدافعون فيه عن قراراتهم.
- مع معرفة الإدارات بكافة مواقعها وتسلسلها الوظيفي أنّ الوقت قد لا يكفي لتغطية كافة المنهج في بعض المواد – كاللغة الإنجليزية – فهم يصرون على أن يغطي المعلم المادة فصلا فصلا وورقة بورقة. وسبب الإصرار أنّ لا أحد لديه القدرة على تحمل قراراته، فالكل ينظر للأعلى منه تسلسلا وظيفيا كي يخبره بما عليه أن يقرر، والأعلى ينظر لمن هو أعلى موقعا، وهكذا!
كل هذه النقاط، وما خفي كان أعظم، سببت ضغطا نفسيا وجسميا للطلاب فالطالب محتار الفكر، ومشغول العقل، غير قادر على التركيز. ومن هنا كان لابد من وضوح الرؤية لدى المعلمين والطلاب من قبل إدارة المدرسة. أما أن تُتخذ القرارات – أو أن تظهر هذه القرارات- في الأيام الأخيرة فهو أمر لا يمكن التغاضي عنه، ونقول ذلك من أجل "مصلحة الطلاب العامة".

الأحد، 6 يونيو 2010

18 نوفمبر


18 نوفمبر ..
نقطة تحول في مسيرة أرض الخير "عمان" .. يوم ولد فيه من أحدث النقلة النوعية التي جعلت من عمان اسما لامعا عربيا وعالميا في شتى المجالات. يوم مكتوب بماء الذهب على صفحات التأريخ العماني ، ومحفور في قلب كل عماني.
الولاء ..
لا بد لنا وأن نحمل مشاعر الولاء والعرفان لباني عمان وقائدها .. والولاء يأتي بأشكال متعددة لا حصر لها .. وتعودنا أن يعبر الناس عن ولائهم للدولة وقائدها بالاحتفالات والشعارات وغيرها من الطرق .. ولكن – إضافة لما سبق- أظن أن أهم طريقة نعبّر بها عن الولاء المكنون في الصدور والمنقوش بين ثنايا الذاكرة هو الإخلاص في العمل .. الإخلاص في البناء .. الإخلاص في إكمال مسيرة النهضة المباركة .. مستمدين خطوط التوجيه من كلام بانيها وقائدها .. الذي كان ولا يزال يدعو كل عماني إلى السعي إلى إقامة مجتمع عماني يجمع بين الأصالة والمعاصرة. فالإخلاص ما هو إلا رد للجميل لقائد المسيرة.
الانتماء ..
لا أقصد بالانتماء تلك الصفات والقواسم التي تجمعنا، فالهوية العمانية لا تحتاج إلى تعريف يحدد معالمها .. ولكن هو ذاك الانتماء القلبي الذي يظهر أثره في العمل الخالص من شوائب المصلحة الشخصية .. العمل من أجل عمان وقائدها ، لا من مصلحة أو شخص آخر.
العرفان ..
تعبيرنا عن المشاعر الوطنية التي تسكن صميم قلوبنا، كلمات تنطق متبوعة بأفعال .. ذاك هو الرد الوطني للجميل الذي يعبر عن امتناننا وولائنا لــ عمان وقائدها.
مبارك لــ عمان .. ولأهل عمان .. ميلاد قائد الوطن الغالي .. والله نسأل أن يحفظه لــ عمان وأهلها من كل سوء.


علي الريامي

نبض الوطن / 7


نبض الوطن.. 7
يرحمكم الله ...
إلى أولئك الذين فارقونا والذين سيفارقوننا ما دمنا لا نستطيع أن نتخلّق بأخلاق الطريق. وهنا أقول كم نفسا يجب أن نفقد حتى ندرك حقيقة الأمر؟!! وكم قصة يجب أن نسمع حتى نعي بشاعة الأمر؟!! حتى الآن فقدنا الكثير من الإخوان والأصدقاء والزملاء ، والعدد يزيد يوما بعد يوم، والظاهرة – ورغم تلك الجهود الواضحة والمبذولة من قبل العين الساهرة – تزداد باطّراد.

يهديكم الله ...
إلى أولئك الذين بتهورهم واستخفافهم "وعنترتهم" تسببوا بفقدنا شبابا في زهرة العمر، لتبقى دموع الألم والحسرة في قلوب عائلاتهم المكلومة. فمتى نسيطر على تلك النزوة التي ما إن نبدأ بالقيادة حتى نجعلها مرشدا لنا، وكأنّ الطرق ميادين لمعارك الشباب المستهتر والمجرد من القيم الأخلاقية في القيادة. ورغم كثرة التحذيرات والإرشادات يظل الحال على ما هو عليه.
سبحان الله ...
"يا قاتل، يا مقتول" أصبحت المقولة السائدة على ألسن الكثير من الناس. والحق أقول : صدقوا .. فأنت تخرج من البيت لتقضي غرضا ما وتقعد تنتظر وقوع الخطأ الذي قد ينهي حياتك. رعب يتخلخل في عقول الكثيرين منّا ،ونتسائل : متى يأتي الدور علينا؟!
فالناظر إلى أحوال قائدي المركبات ، يجد أنّ الصبر قد نفذ ، والكل مستعجل ، ولا يوجد نوع من التفاهم أو المرونة بينهم. وهنا – عند غياب تلك المكونات – يقع ما لا يحمد عقباه .. ولكن الغريب في الأمر أنّ الكل يتفق ويتصافى ويتفاهم مع الآخر عندما تكون هناك دورية للشرطة أو نقطة تفتيش ، عندئذ تجد الكل متفاهم وتجد الكل يحذر الآخر "عن يخالفوك ، إربط الحزام"!!

علي الريامي




نبض الوطن / 5



نبض الوطن .. 5
موظف ..
رضي بما قدر الله له .. وعمل بما يتناسب ومؤهلاته .. يكدح من أجل أن يعيل أسرته .. ويحاول أن يؤسس لنفسه منزلا يثبت من خلاله أن له وطنا يحتضن كل أفراده .. كثير من المعاملات يجب إنجازها .. مصالح الكثير تعتمد على تلك المعاملات ..

مواطن ..
يكره "الروتين" .. ولا يجد "واسطة" تنهي له معاملاته بسرعة .. مزاجه متقلب ، يغضب من لا شيء .. يذهب للموظف بوجه عابس .. "خلص المعاملة ، روتين ، نظام عقيم ، تخلف ، تعلموا من الغرب شوي ، ...ألخ" وتستمر التعليقات ، ويستمر النقد .. وإذا نطق الموظف بكلمه ، يرد عليه قائلا : أنت موظف "علشان" تخدمني ..

ثقافة ..
وهنا أقول : من "أنت" لتنتقد ؟! ومن "أنت" لتعامل الناس وكأنهم عبيد لديك ؟! متى سنستخدم المنطق ؟ ومتى نفهم " ثقافة الحوار" ؟! لماذا نلقي اللوم على الآخرين فقط ؟ ولماذا لا نجعل من نقدنا نقدا مغلفا بالإحترام ، نقدا بنّاءا ..
كلمة ..
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وكن مراعيا لمشاعر الآخرين، والكمال لله وحده، وقد تقع الأخطاء وقد ننسى وقد نهمل .. ولكن يبقى المجال لتصحيح الخطأ وللتعلم من كل تجربة حلوة كانت أم مرة. وظروف الحياة متقلبة، فلا تدع لها مجالا لتتحكم بمسيرة حياتك. كن أنت صانع جدك وتأريخك. لن نخلد أحياء، لكن يمكن لأسمائنا أن تكون خالدة للأبد. فليكن هدفا لنا خلود سيرتنا الحسنة وتعاملنا الأخلاقي الإسلامي الرفيع.. والتمس عذرا لأخيك.
علي الريامي

نبض الوطن / 4


نبض الوطن .. 4

حلم ..
كم هو طويل ذلك الدرب .. كثير من العقبات والمصاعب .. لكن هو سنة الحياة .. وسبب لحفظ الجنس البشري .. تراهم يعملون بجد وإجتهاد .. من أجل تغطية تكاليف ذاك الحلم .. الذي يرجون منه الراحة والاستقرار ..

تحقق ..
اقترب تحقيق ذلك الحلم .. السعادة تغمر الأهل والجيران والأقارب .. رغم كثرة التكاليف ورغم الصعوبات .. إلا أنّ هذا اليوم هو بداية لصباح مشرق .. يوم فيه من الخير والسعادة ما ينسي هموم وتعب الماضي .. وما هي إلا سويعات ويتحقق الحلم .. فقد انتهت كل العقبات ..

آخر عقبة ..
يذهبون لإحضارها .. غناء وفرح وبسمات تعلو الوجوه .. الكل سعيد .. وصاحب الحلم أسعد .. فما هي إلا سويعات حتى ينتقل نقلة نوعية .. حياة جديدة .. مختلفة كليا عن الحياة السابقة ..

وصلوا .. وأتاحوا المجال للأطفال ليعبروا عن فرحتهم برقصات لم أجد لها مثيلا وضحكات تملئ الأجواء فرحا وسعادة .. وحانت اللحظة ..ذهب يريد أن يأخذ شريكة حياته .. ولكن يرى حاجزا عريضا قد سدّ الباب بجسده .. ويقول بلهجة تعلوها ابتسامة (لم أجد وصفا لها): إدفع .. قبل أن تأخذها . وأقول : رحمة بالشباب ، أما آن لنا أن نتحرر من قيود العادات والتقاليد التي لا نرى فيها للحق وجها ؟!!
علي الريامي

نبض الوطن / 3


نبض الوطن .. 3

حدث ...
مواقف يومية .. تحدث في كل بيت وللبيوت أسرارها .. لكن حفنة من الناس لا تعترف بحرمة أسرار البيوت .. فمعرفة ما يحدث داخل بيوت الناس من مواقف أو مشاكل أو حتى فضائح هو حق عام يجب نشره بكل الوسائل .. هكذا يفكرون .. بالتأكيد هم لا يدخلون بيوتهم ضمن معتقداتهم المريضة .. والغريب أن هذه الأجهزة أصبحت تبتعد –يوما بعد يوم- عن ما صممت لأجله "التواصل أو الإتصال" لتظهر وسائل وتقنيات جديدة تنحدر تحت هذا المفهوم وهي في الحقيقة لا تمسه أبدا، أو على الأصح أنّ ثقافتنا العربية توظّفه في تحقيق مصالح أخرى "هنا يظهر إبداع العقل العربي".

سن أزرق ..
البلوتوث ، وسيلة فعّالة للنشر السريع (بلاش) .. كل يوم يظهر مقطع جديد (مضحك ، مثير ، ساخر ، ناقد ، ... أنواع مختلفة لا تعد ولا تحصى) .. فراغ قاتل ونظرة دونية .. لا وجود للمعالي .. لا وجود لهمم تعانق قمم السحاب .. (الشيمة .. ارسلي المقطع الجديد) .. عادة تحولت لــ عبادة .. تراهم لا يجدون الراحة إلا إذا ملئوا الذاكرة بما هو جديد .. وهكذا دواليك ، إدمان لا يمكن الكف عنه ..

نتيجة ..
يقول البعض (خل الشعب يعيش ، شو فيها اذا ضحكنا شوي) .. وأقول: ليتها تنتهي بنهاية تلك الضحكات .. ولكن قولوها بصراحة .. ما الذي يتبع تلك الضحكات والقهقهات ؟! تقليد أعمى وانحطاط فكري يفقد المرء قيمته .. في زمن من الصعب علينا أن تكون لنا فيه قيمة ..
مواقف تجعلك نادما كونك عربي من الزمن الحديث ..
علي الريامي

نبض الوطن/ 2




نبض الوطن ... 2
نظرة (هم)

هائمون على وجوههم .. ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض على فريستهم .. يرتدون قناعا أطلقوا عليه الحب .. ولعمري إنهم لفي سكرتهم يعمهون .. أشباه رجال ، لا يحتوي قاموسهم الصغير كلمة الشرف .. ولكن إياك والمساس بعائلاتهم .. فعندها يصحون من سكرتهم .. ويسارعون لإضافة كلمتي (شرف و رجولة) إلى ذاك القاموس الذي لا يزال صغيرا .
ابتسامة (هن)
فقدن الحب الحقيقي في البيت ، فالعادات والتقاليد – كما يعتقدون- تمنع الحب .. ولكن وجدن الحب الزائف.. وما أكثره هذه الأيام .. ظنن أنهنّ وجدن طريق السعادة .. فقررن بدايته ببسمة .. بسمة أمل نهايتها ألم .. ألم أبدي ، لا تمحوه الأيام ولا الليالي الطوال ..
بلا عنوان ..
هو الرابح .. هي الخاسرة .. هكذا جرت العادة .. هذا ما يعتقده الكثيرون .. هكذا ننظر للمسألة برمتها .. هو يفلت من أقل الأوصاف .. وهي توصم ببصمة العار .. يحسبون الشرف كلمة محصورة في قاموس (هنّ) فقط .. أمّا قاموس (هم) فيخلوا من هذه الكلمة .. نسوا أنّ قاموس (نا) قائم على أساس هذه الكلمة ، أو أخواتها ..
علي الريامي

نبض الوطن/ 1


نبض الوطن ... 1
نائمون ..
كثيرون هم من يعتقدون أن ما باليد حيلة .. أمثال دارجة على ألسنة الناس جعلوا منها عقيدة ومبدأ .. "يوم سلمت ناقتي ما عليّ من رفاقتي" فلم أتعب نفسي في إصلاح مجتمع لا يريد الصلاح .. وأنا أقف مستغربا يدور في رأسي سؤال لطالما أردت أن أجد له جوابا .. هل مجتمعنا بذاك السوء ؟؟ ألا يوجد الكثير من المحاسن والمعالي التي نفتخر بها ؟ فلماذا لغة التشاؤم ؟!
حالمون ..
وصلوا لدرجة اليأس .. رفعوا شعار الاستسلام ، قالوا ماذا يمكن أن نقدم للوطن ؟ فيد واحدة لا تصفّق .. شعار يرفعه الكثيرون ممن يحلمون بمجتمع خال من المشاكل .. مجتمع هواءه نقي .. مجتمع تسوده المودة والرحمة .. لكنهم يرفعون الراية البيضاء عند أول عقبة تصادفهم ، وبعدها يلقون باللائمة على الآخرين .. ويقولون على الأقل حاولنا .. وأقول : لا لم تحاولوا ..
عاملون ..
ما أضيق العيش ، لولا فسحة الأمل .. ترى في وجوههم الأمل والتفاؤل .. يعملون كادحين لا يساورهم شك أنّ بداية الألف ميل خطوة .. ترى عمان في وجوههم .. لا تجد في قاموسهم (أنا) .. ولكن ستجد (نحن) تضيء صفحات كفاحهم المستمر .. فقليل دائم خير من كثير منقطع .. علموا أنّ حب الوطن في كلمة (نحن) عمان .. وأدركوا أنّ (أنا) عمان سراب زائف ..

علي الريامي
ali_alryami@hotmail.com

حينما يكون المال .. ألما / علي الريامي



حينما يكون المال ... ألما!



مما لا شك فيه أن كل مجتمع لا بد وأن يعاني من ظهور مشاكل اجتماعية تؤرق قيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده النبيلة، ونظرا للتغير السريع الذي يشهده العالم في كافة مجالات الحياة ، كان ولا بد من ظهور ما يكدر صفو هذا التطور وظهور ما يؤثر سلبا عليه وعلى مسيرة التقدم.
ويشهد بلدنا الحبيب عمان تطورا هائلا يمس كل الجوانب الحياتية، ولكن لا بد لهذا التطور من ضريبة يدفعها صنف معين، وتؤثر على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية تأثيرا سلبيا، وأحد تلك الظواهر التي باتت تؤرق منام البعض ظاهرة «استغلال» رواتب الفتيات العاملات، ونضع خطين تحت كلمة استغلال، فهناك فرق بين التعاون بين شركاء الحياة أو أفراد العائلة من جهة وبين الاستغلال غير الأخلاقي لأموال العاملات من جهة أخرى، فمع تزايد صعوبات الحياة كان لا بد من التعاون والتساعد بين أفراد العائلة الواحدة وهو أمر محمود لا غبار عليه، أما أن يقوم الزوج بنهب واستغلال أموال الزوجة أو أن يقوم الوالد بإكراه ابنته على أن تعطيه من الأموال ما خرج عن حد العرف والشرع، فهذا مما لا يمكن القبول به، فهو ليس من شيمنا ولا من عاداتنا وأخلاقنا التي كانت ولا تزال مبدأ أساسيا نعيش به ونموت عليه.



الظااااهرة:

مما لا يخفى على كثير من الناس أن كون المرأة عاملة أصبح يشكل تحديا كبيرا، فالموظفة أصبحت تحت منظار العائلة من جهة، والمتوافدين على الزواج من جهة أخرى، فالكل يحاول أن يكون له نصيب من الكعكة التي أصبحت مهشمة تتقاسمها الأيادي دون مراعاة لإنسانياتها ومشاعرها، و نجد أن كثيرا من الموظفات يشكين من استغلال أزواجهن أو عائلاتهن لرواتبهن الشهرية، وقد رأينا ظهور بعض التسميات التي أصبحت علامة توصف بها تلك الموظفات، فمثلا «سكني تجاري» أصبح مصطلحا متعارفا عليه من قبل المقدمين على الزواج و المعنى واضح لا يحتاج إلى تفسير، وبالتأكيد لا يمكن أن نعمم الأحكام فهناك الكثير من الفتيات اللواتي لا يواجهن مثل هذه المشاكل، ويعشن حياة طبيعية لا غبار يكدر صفوها.

المسببات
استغلال رواتب الموظفات مشكلة لها الكثير من الأسباب المؤدية إلى ظهورها وتفاقمها، ربما لا يكون القصد هو الاستغلال والاستحواذ ولكن الظروف المحيطة و الأسباب المؤدية له تجعل من لفظة استغلال أقرب ما تكون للمعنى المطلوب.
وهناك عدة أسباب نجمل بعضا منها كالتالي:
أولا: غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار، فمما لا شك فيه أن الحياة أصبحت أصعب مما كانت عليه، وأصبح الفرد منا يكاد لا يستطيع تغطية متطلبات الحياة بكافة نواحيها. يقول أحد الآباء: «أخجل من طلب بعض المال من ابنتي، و لكن ظروف المعيشة الصعبة و غلاء الأسعار يجبر المرء على مثل هذا السلوك»،
ولو نظرنا للواقع نجد أن هناك ضغطا كبيرا وحملا ثقيلا يقع على كاهل عائل الأسرة. ويوما بعد يوم تزداد الحياة تطلبا و تزداد الأسعار ارتفاعا.
ثانيا: نظرة المجتمع للمرأة، حيث ما زال المجتمع العماني يعاني من وجود فئات تنظر للمرأة كسلعة تربّى وينفق عليها طوال عمرها حتى يأتي اليوم الذي تدفع فيه ما أنفق عليها من أموال، فتربية الفتاة في نظرهم تجارة لها مردودها المادي مستقبلا. و يمكن أن نلحظ ذلك عند الزواج، فنجد أن الأب يطلب مهرا كبيرا يحول تلك الإنسانة من ابنة إلى سلعة تباع وتشترى، وتتساءل إحداهن: «هل يظن هؤلاء أن المرأة سفيهة و لا تحسن استغلال مالها مثلا؟ هل يظن هؤلاء أن المرأة مازالت تحتاج للوصاية من قبلهم، و ينظر لها بأنها قاصرة عقل ودين؟».
وهناك نظرة من جهة مختلفة تماما، فهناك الكثير من الناس من يعتقد أن المرأة لا تستطيع التعامل مع الأمور المالية و أنها ربما ستصرف أموالها في اللهو واللعب وحاجيات المرأة، يقول (سالم المنظري): «أحد أسباب الظاهرة هو اعتقاد الزوج أو الأب أن المرأة ستنفق راتبها في لهو ولعب لا طائل منه، فتسول له نفسه الإستيلاء عليه أو على جزء كبير منه بدافع أنه سينفقه على الأسرة أو مستلزمات الحياة الأخرى التي لابد منها ، مع عدم الانتباه إلى أن هذا يدفعه للتواكل والكسل عن القيام بدوره هو كقيَّم على الأسرة».

ثالثا: الطمع ، فهو كالحسد و الحقد و الجشع وغيرها من الرذائل التي إن تمكنت من الإنسان أفقدته أخلاقه وفضائله، ورمت به في مستنقع من الشهوات الدنيوية الفانية، ولا علاج لهذا إلا بالتمسك بالدين الحنيف وبالتقاليد الفاضلة، فالأخلاق الفاضلة والتعامل الإنساني الخالي من الآفات هو ما يضمن سعادة الفرد ويساعد على تحقق الألفة والتعاون والمحبة بين الأفراد وعائلاتهم. تقول إحدى الفتيات: «فبني آدم لا يشبع من جمع المال، لهذا فإن هذا الأمر أحد الأسباب القوية لاستغلال رواتب الموظفات، وأنا أعلم موظفات يعملن بجد و كد و لكن لا يبقى من رواتبهن إلا القليل أو بالأحرى لا يملكن البطاقة المصرفية التي يصرفن منها الراتب، فإما إن تكون في يد الزوج أو في يد الأهل (الأب أو الأخ)».
وكثيرا ما نجد بعض من اتصفوا بالطمع والجشع يكدرون صفو حياة بناتهم و زوجاتهم، فهم كالنار لا تتوقف عن أكل الحطب حتى تخمد وتصبح رمادا تذروه الرياح، فمهما أعطي ومهما استحوذ من أموال فذلك لن يوقفه عن طلب المزيد والمزيد. تقول إحدى الفتيات: «طلب مني أبي أن أقترض له 30 ألفا من البنك ، و مع ذلك لا يزال مصرا على أخذ 100 ريال شهريا من إجمالي الراتب المتبقي».
رابعا: دخول المرأة إلى قطاع العمل، إذ لم يعتد المجتمع العماني على انخراط فتياته في المجال الوظيفي، والنمو المتزايد للعاملات في شتى المجالات خلق معادلة جديدة لم تكن في الحسبان. فمن المتعارف عليه أن الرجل هو المعيل الأول للعائلة، و لكن دخول المرأة لهذا القطاع أدى إلى اختلال التوازن في المعادلة السائدة. وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة إلا أن البعض لا يستطيع تصور المرأة كعاملة لها دخل شهري ربما يفوق ما يكسبه الرجل. كل هذه التغيرات خلقت جوا من الخوف، فيظن البعض أن المرأة ستكون المسيطرة على الدخل و على أمور المنزل، مما يؤثر على صورتهم التقليدية، والجهل هو أحد تلك الأسباب التي تؤدي بالبعض إلى مثل هذه التصورات.
وهناك أسباب أخرى أدت إلى تفاقم المشكلة، والأسباب إما أن تكون اقتصادية أو اجتماعية ومهما كانت الأسباب فهناك الكثير من النتائج المترتبة على ذلك ، نذكر بعضا منها:
- العنوسة: رفض بعض الآباء تزويج بناتهم خوفا من فقدان نصيبهم من الكعكة يؤدي إلى العنوسة، تقول إحدى الفتيات: «أصر أبي على أن أستلف أكثر من 20 ألفا من البنك وأن أشتري له سيارة حتى يسمح لي بالزواج!»، ولنقف قليلا عند هذا الوالد الذي يريد بيع ابنته بثمن بخس، ولنكن منطقيين، فمن منا مستعد لأن يتزوج فتاة مدينة بأكثر من 20 ألفا مع أقساط السيارة التي يبدوا أنها لن تنتهي إلا بعد سنين طويلة! ولنقف عند الجشع و الطمع المتشبع به مثل هؤلاء الآباء حيث يقف القلم عاجزا عن وصفهم أو حتى عن تبرير تصرفاتهم. قال رسول الله ص: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير». رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم وغيرهم.

- الأمراض النفسية: خلال بحثنا في هذا الموضوع صادفنا بعضا من الحالات التي أصيبت بأمراض نفسية بسبب المشاكل المتعلقة بمن يأخذ أكبر قطعة من الكعكة، و هنا يمكن أن تنقسم الأطراف إلى :
1. العائلة: ونخص الأب أو الإخوان الذين يشكلون ضغطا نفسيا على الفتاة، ولا يكتفون بالقليل الذي ينبع من رضا الفتاة ومن قناعتها بمبدأ المساعدة و التعاون.
2. الزوج: الذي لا يرضيه مساعدة الفتاة لأهلها -و قد تكون عائلة الفتاة في حاجة ملحة- و لا يكتفي بما يحصل عليه، بل يحاول جاهدا أن يجمع بطاقته وبطاقتها البنكية في محفظة واحدة.
3. كلا الطرفين: فعندما تجد الفتاة نفسها أشلاء ممزقة من كل جانب، فلا عائلة تناصرها ولا زوج يساعدها، فالكل يسعى لهدف واحد، والكل يلوم الفتاة، فماذا نتوقع من إنسانة ترى نفسها تؤكل من رعاتها؟ كل هذا التشتت الاجتماعي والعاطفي يؤدي إلى الانهيار والاكتئاب النفسي. ومما يزيد الطين بلة، أن كثيرا من القضايا ترفع للمحاكم للنظر فيها، فتارة يرفع الوالد قضية ضد الفتاة، وتارة أخرى يرفع الزوج قضية ضد عائلة زوجته، ويقع اللوم على من اختار أن يساهم في بناء وطنه وتكوين نفسه، المرأة العاملة.

- توتر العلاقات الاجتماعية: في كثير من الأحيان نجد أن التوتر سيد الموقف، وأن العلاقات الاجتماعية بدأت تهتز وتضعف بين أفراد العائلة الواحدة، و كل ذلك بسبب المادة التي وبكل سهولة قضت على أخلاقنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة. تقول إحداهن: «طلب مني أبي أن أتسلف له مبلغا كبيرا، وبعد فترة طلب سلفة جديدة فرفضت مما أدى إلى قطع صلته بي»، وتقول أخرى: «تطلقت من زوجي بسبب المشاكل بينه وبين عائلتي حول راتبي الشهري، والآن أذهب للعمل كي أبتعد عدة ساعات عن الحياة البائسة التي أعيشها في البيت». ولنقف قليلا لنسأل أنفسنا: هل يستحق المال كل هذه التضحيات؟ هل نقطع علاقاتنا ببناتنا وزوجاتنا وأهالينا بسبب المال؟ ألا يعلم هؤلاء أن المال زائل و أن الترابط والتراحم و التعاون والتفاهم بين العائلات هو ما يبقى؟

هل يمكن للمرأة أن تكون طرفا في المشكلة؟
ولكي نغطي الموضوع من كل جوانبه، كان ولا بد من التطرق إلى أن الفتاة قد تكونلسبب الرئيسي الذي يدفع كافة الأطراف المذكورة سابقا إلى استغلال أموالها، ومن هذه الأسباب ما يلي:
1. عزوف الفتاة عن مساعدة أهلها: هناك من الفتيات من لا تمد يد العون إلى أهلها مع علمها بحاجتهم و فاقتهم. و مما لا شك فيه أن مثل هذه التصرفات قد تدفع الوالد أو الزوج إلى إرغام الفتاة على المشاركة قسرا في مصروفات البيت. ومبدأ العائلة يقوم على التعاضد والتعاون و التساعد، فكان من الأحرى أن يتفهم كل طرف الآخر، وأن تقوم حياة العائلات على مثل هذه المبادئ السامية والأخلاق الرفيعة عوضا عن التشاكي في المحاكم، حتى أصبح الأب يشكو بابنته والزوج بزوجته والفتاة بأهلها، وأصبحت قاعات المحاكم مليئة بمثل هذه القضايا، فلنقف وقفة مع أنفسنا ولنعد الأمور إلى نصابها، فمن المعيب أن ندع حفنة من المال تفرق بين العائلات و تقطع الصلات.
2. إسراف الفتاة في مصاريفها مع إهمال الضروريات: فنجد بعض الفتيات تصرف بإسراف على الملابس وأدوات المكياج وغيرها من الأشياء التي لا طائل منها، وهنا نحن لا نقف ضد مبدأ التمتع بالمال وإظهار نعمة الله على عبده، و لكن لا بد من التوازن، فهناك ما هو مهم وهناك ما هو أهم.
3. ضعف شخصية الفتاة: طبيعة المرأة قد لا تمكنها من الوقوف أمام عائلتها أو زوجها مما يؤدي إلى سهولة الانقضاض عليها والتحكم بأموالها، وهنا نقول أن المرأة لو تمتعت بشخصية ذي طابع قوي فلن يجرؤ أحد على استغلالها. ونلاحظ أن بعض الفتيات تنحاز لجانب دون آخر، فتارة تنحاز لأهلها و تارة أخرى تنحاز لزوجها، والسؤال الذي يطرح نفسه: متى ستتولى قيادة الموقف دون انحياز لأي طرف كان؟ و نحن لا نشجع على المشاحنات بين أفراد العائلة، ولكن لا بد للمرأة من رأي في هذا الموضوع، فالشرع والقانون يحميان ويكفلان حقوقها، و كما ذكرنا سابقا، فالفتاة مطالبة باحتواء القضية وإرضاء كافة الأطراف لكن بوسطية و توازن و عدل، يضمن حقوقها ولا يهتك حقوق أهلها و زوجها.

رأي الشرع
يقول سماحة الشيخ العلامة (أحمد بن حمد الخليلي) في كتاب (فتاوى النكاح) صفحة 416: «ولربما وقف بعض أولياء الأمور حائلا دون رغبة وليّاتهم من الإرتباط بهذه الرابطة المقدسة بسبب أو بآخر، و أعمال هؤلاء منافية للإيمان بالله واليوم الآخر، لأن الموعظة في كتاب الله وجهت إلى من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر، و لئن كان الحافز إلى ذلك الطمع الذي هو في نفوس كثير من الآباء، بحيث يشتغلن في أعمال تدر عليهن مداخيل، فيحرصون دائما على أن يكون هذا الكسب لهم دونهن، وعندما يخرجن من أيديهم يصبح هذا الكسب لهن ولأزواجهن دونهم، فإنه مع الوعيد الشديد الذي يترتب على عضلهن من الزواج، يترتب عليهم -أيضا- وعيد الظلم، لأنهم ظالمون لهن بأكلهم أموالهن بغير حق، يقول سبحانه: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:188). ويقول تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} (النساء: 29-30) ولئن قارفن أية معصية بسبب عضلهم لهن فإن إثم ذلك يعود عليهم معهن ، لأنهم هم الذين دفعوهن إلى المعصية....».

العرف الاجتماعي
مما لا شك فيه أن التقاليد و العادات والأخلاق العمانية التي تتميز عن غيرها من العادات في المجتمعات الأخرى لا تخرج عن نطاق الشرع الحنيف، وخلال لقائنا بكثير من الرموز العمانية و جدنا الاستنكار لمثل هذه التصرفات والسلوكيات التي تصدر من بعض الآباء وبعض الأزواج، و نجد أن الرجل العماني كان ولا يزال القيّم الأول للأسرة وهو المعتمد عليه، وكثير من الناس يأنفون بأنفسهم وكبريائهم عن المساس بحقوق بناتهم وأزواجهم، فهنا تظهر معادن الرجال وهنا تظهر أصالة أهل الغبيراء.
وختاما، لا يخلو مجتمع من المجتمعات من مثل هذه الظواهر ، فظروف الحياة و تقلباتها والتغيرات التي تطرأ على هذه المجتمعات تدفع بهذه الظواهر للانتشار، ولكن لا توجد مشكلة بلا حل، وهذه القضية لا تحمل حلولا ذات طابع معين ومخصوص، ولكن إن سادت الألفة والمحبة بين أفراد العائلات فلن تكون هناك مشكلة من الأساس، فالتعاون والتكافل والتساعد يكفل لنا حياة طيبة وكريمة تخلو من المنغصات، فكان من الواجب علينا احترام المرأة وتقديرها والعمل على إسعادها.

رفقا بالقوارير، وصية نبوية وجب علينا تطبيقها، ووجب علينا العودة لأخلاقنا الفاضلة التي تُميزنا كمسلمين وعرب بوجه عام وكعمانيين بوجه خاص.
إنمـا الأمم الأخــلاق مـا بقيــت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

يحتفلون .. والضحيه على فراش الموت ..




يحتفلون ،، والضحية على فراش الموت..


كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون، وبكن هناك خطأ بشري بسيط يمكن التجاوز عنه وعذر صاحبه. وآخر فادح لا يمكن أن يغتفر، ولكم اترك الحكم في هذا الخطأ الذي –شخصيا- اعتبره بعيدا كل البعد عن الإنسانية ومخالفا كل القيم من عادات وتقاليد وأعراف وقوانين.

تبدأ الحكاية مع ثلاثة أصحاب تم تعيينهم حديثا في الجنوب، وهم يبعدون عن الجنوب مساحات شاسعة. لكن لقمة العيش وظروف الحياة تجعلهم يقبلون بالوظيفة ولو كانت على أرض المريخ. وتبدأ رحلتهم قبيل رمضان وتستمر بما فيها من مشقة وتعب وشوق. ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ففي طريق عودتهم من عملهم إلى عائلاتهم ليحتفلوا بالعيد الذي كان من المفترض أن يكون سعيدا، وقع ما أصبح جزءا من حياتنا اليومية نتيجة لطيشنا وعدم التزامنا بالقوانين التي ما وضعت إلا لتحافظ على تلك الأرواح التي يزهق منها الكثير وكأننا في حرب ضروس. يقوم أحد سائقي الشاحنات بالتجاوز – وهذا المنظر مألوف هذه الأيام- فيصطدم بهم وجها لوجه، مخلفا شابا في زهرة عمره صريعا، وآخران مصابان بكسور تحتاج لأشهر طوال وصبر كبير حتى تجبر وتعود كما كانت عليه. ويحتاج أصحابها إلى مدة من الزمن حتى تشفى جراح الروح بفقدان صاحبهم ورفيق سفرهم –رحمه الله.

وبينما هم في في بداية تلقي العلاج، وبينما كان أحدهم ينتظر دوره لإجراء العملية، يأتي صوت الأمل – عفوا ، قصدت صوت الألم الذي يبشرهم بأنهم سيوقفون عن العمل مدة سنة. وهنا لا أعرف كيف أفسر ردة فعلي، هل أبدأ بالضحك على هذا الموقف الذي لا يمتُ إلى المهنية في العمل بشيء من الصلة، أم أبكي على حال هؤلاء الذين فقدوا صاحبا في وقت العيد المملوء بالفرح، وفقدوا جزءا فاعلا من أجزاء جسمهم، لا يعلم أحد متى يعود كما كان عليه، وهل يعود بكامل كفاءته أم يسبب نوعا من الإعاقة الدائمة!

ولم أستطع تفسير هذا التصرف، وما أنا بطبيب، لكني أعلم يقينا أن خبرا كهذا- في ظل شح الوظائف- قد يؤذي المريض نفسيا وجسديا. فماذا نطلب منه وهو على شفير الموت مقيدا في سرير يحوط به أهله وأصحابه وأم تبكي على حال ولدها الذي بنت عليه كل الآمال والأحلام؟ أيتحمل صدمة موت صاحبة ورفيقه؟ أم حالة أرجله المتكسرة؟ أم خبر قرار توقيفه عن العمل؟ وأين الحس الإنساني والإسلامي في التعامل مع المرضى؟ وأين المشروعية القانونية في ذلك التصرف؟! لأنني علمت بعد ذلك بأن من أصدر القرار واتصل بهم لا يحمل أي صفة قانونية تخوله بذلك.

والأدهى والأمر أنّ ذاك المتصل قد استنتج قرار توقيفهم من مسئوله الذي علّق في أحد اجتماعاته لمناقشة ما حدث قائلا : "ما كان ينبغي لهم الرجوع، العمل مازال مستمرا." على الرغم من أن مكان عملهم – حسب وصفهم – كمقبرة خلت من أي حس، ومع ذلك هم مطالبون بالذهاب إليها علّ الموتى يصحون.

كل هذه التجاوزات وكل هذه التصرفات لا بد من تصحيحها من أجل بناء متكامل وسليم لكافة جوانب ومتطلبات الوطن الذي لا ولن يقوم إلا بتكاتف أبنائه. وفي هذه الحادثة لا أدري كيف سيجبر ما انكسر. هل نتوقع من هؤلاء – الذي لا أشك في تفانيهم وإخلاصهم – أن يكونوا بناة مخلصين؟ لا أدري ، ربما، ولكني أعلم يقينا أنّ نظرتهم لذلك المتصل ومسئوله ستتغير، ولن – شخصيا – ألومهم إذا لم يبدو لهم التعاون الكامل لسير العمل بأكمل وجه.

وهنا نقول أنّ كافة أبناء عمان سيخدمون أرضهم ويلتزمون بنهج باني نهضتهم، ومع ذلك كان لزاما على من هم في موقع المسؤولية أن يبدوا اهتماما بكوادرهم البشرية، عوضا عن تهميشهم ومعاملتهم وكأنهم أرادوا لتلك الشاحنة أن تصدمهم ، ولذاك الصديق أن يموت، ولذلك العمل أن يتوقف.

وأرى أنها فرصة لنا أن تكون مرافئ منطلقا لتوعية الناس من تلك الحرب التي أتت لتقطف أزهارا في عمر الربيع، فكان لا بد وأن نستشعر المسئولية في إتّباع القوانين المرورية والالتزام بأخلاقيات الطريق، والله نسأل أن يحفظ عمان وقائدها وشعبها.




رجال ؟ أم أشباه رجال ؟!!


رجال ؟ أم أشباه رجال ؟!!

قد يبدو العنوان قويا ، عنيفا ، مغاليا ، أو صفه بما تشاء ، فأنا أؤمن بأن جوهر القضية التي سأطرحها تستحق عنوانا كالذي كتبته. فمن المعلوم أن الفجوة (Generation Gap)بين الآباء والأبناء أحدثت كثيرا من المشاكل ، وجعلت من الفريقين متصارعين يناوش بعضهم بعضا ، دون وجود أرضية مشتركة تجمع بين المختلف بشأنه ، لنخرج بجو من التخاطب والتعامل يسوده احترام وتقدير كل فريق للآخر.

وما يحدث هو أنّ كثيرا من الأبناء (الإخوة) لا يمتلكون ذرة من الشجاعة للوقوف في وجه الظلم القائم على أمهاتهم أو أخواتهم ، ظلم الآباء للأبناء ، وظلم الأزواج للزوجات. فمما لا يخفى على الكثير أن هناك فئة من الناس لا زالوا يعيشون على قوانين الجاهلية الأولى ، منهم الجاهل ، ومنهم التقليدي ، ومنهم - وللأسف - المتعلم والمثقف من الخارج والخاوي من الداخل. وقد يتساءل القارئ لماذا نلقي اللوم على الأبناء الذكور؟!! وأقول أنّ الأمل للتحرر من الظلم يكون في هؤلاء (الرجال) المتعلمين والمثقفين ، والذين من المفترض أن تكون رجولتهم واقعا وفعلا عوضا على أن تكون شكلا وقولا. فهم خلفاء آبائهم ، وهم عماد البيت ، وهم من يتوجب عليهم القيام بمهام القوامة من حماية ومن حفظ للعرض ومن توفير عيش كريم لأسرهم ومن رفع للظلم.

والغريب في الأمر هو أن تجد من هؤلاء من لا يملكون ذرة من التحكم الذاتي بقراراتهم ، فشخصياتهم ضعيفة إلى أبعد ما يكون ، وكلمتهم كشكلهم مهزوزة لا تساوي شيئا. وقد يقول منتقد أنني أشجع على العقوق وعلى العصيان وعلى الوقوف في وجه الآباء ، وأقول اقرأ الواقع قبل أن تقرأ سطوري ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، والظلم ظلمات يوم القيامة.

فكم من زوجة تهان وتضرب ، وكم من أخت أو ابنة تحتقر ، وكم من عائلات ذاقت ويل معيليها ، فلا كرامة ولا احترم بل ظلم وامتهان. ونجد أن الابن أو الأخ يقف متفرجا ، لا حول له ولا قوة ، فأين أنت من الرجال ؟!

ومن المعلوم أن كل مشكلة يجب أن تعالج بالتفاهم والهدوء والتشاور ، ولكن كيف بأدمغة جاهلة علما ، وعقيمة فكرا ، أن تحاور وتناقش ، وهي لا تعترف إلا بمبدأ السيطرة التامة ، فالقوامة في نظرها دكتاتورية واحتقار وذل وامتهان.
وقد لا يصدق البعض مثل هذا الكلام ، لكن كيف باللواتي ذقن العذاب وتجرعن الويلات لسنون طوال؟! لماذا نستحي من مناقشة مثل هذه القضايا المركزية ؟ ولماذا نخجل من مصارحة أنفسنا بما يحدث خلف الأبواب المغلقة في بيوت الظلم ؟ وإلى متى سنظل معدومي الشخصية لا تأثير لنا في مواجهة مثل هذه المواقف؟

ولنكن واقعيين عند الطرح ، فهذه فتاة تقول " يمنعني أبي من الخروج من البيت ، ومن زيارة إخواني ، ومن حضور أفراحهم وأتراحهم ، ومن كل شيء بإسم الخوف من أن يراني أحد ما ، وكأنني أمثّل فضيحة في نظره ، أما إخوتي فلا كلمة ولا وزن لهم ، وكل ما يقولوه هو أنّ عليّ أن أطيع والدي بإسم الدين ، فكيف تجاهلوا الدين عندما يسيء معاملتي ومعاملة أمي؟!!"

وتقول أخرى " أعيش في بيت أنا الوحيدة فيه التي تعامل بطريقة محتقرة ، ولا أدري لماذا !" وأخرى مكلومة تشتكي ظلم أبيها لها ، ومنعه لها من الزواج خوفا أن يفقد راتبها الذي يفوق سبعمائة ريال ، والتي لا تحصل منه شهريا على أكثر من 20 ريالا، وإذا ما انفقت من شيئا نكّل بها وأذاقها مر العذاب.

وهناك من الزوجات من يضرب ويهان ويحتقر ، رغم شقائهن وتعبهن وخدمتهن لأزواجهن وأولادهن ، وبدأت ظاهرة خيانة الزوجات بالإنتشار ، فهي أجمل ما قد يقدمه (الرجل) لزوجته كرد للجميل.

كل ما نطلبه أن نقف في وجه الظلم ، وأن نكون عونا وسندا لأمهاتنا ولأخواتنا ، لأننا مسئولون عنهم أمام الله وأمام المجتمع وأما الشرف والكرامة والعزة ، فمنذ متى كان العرب يرضون بمثل هذه التصرفات الجاهلية النتنة التي تأكل العائلات وتهوي بالمجتمع إلى واد سحيق من المشاكل والعلل.

ومما لا شك فيه أن المجتمع لا يقوم إلا بتعاون وتكافل أبنائه ، وما شاع الظلم بين الناس إلا وانتشرت مآسي تنهش المجتمع حتى يصبح مثقلا كهلا لا قدرة له على البناء. فكيف تتوقعون من فتاة تهان وتضرب وتظلم في شتى أوجه حياتها أن تكون أما صالحة ومربية فاضلة ، وكيف بنا نلومها (هي فقط) عندما تنحرف عن طريق الفضيلة والشرف ، ألم نساهم في ضياعها ؟ ألم نشارك في جعلها عالة على مجتمعها؟ ألم يساهم أخوانها في ما آلت هي إليه من ضياع وتشتت وانحراف ؟ هل وقفوا بجانبها وهل كانوا سندا له؟

وبعد كل هذا يأتي عقابها باسم الشرف ، فأين كان الشرف وأين كانت الرجولة عندما عاملوها كأنها سلعة رخيصة أو كيان محتقر ؟

وأخيرا أقول أنّ كل ما نحتاج إليه هو قليل من التفكر في الأمر ، يتبعه قرار يتكافل فيه شباب هذا المجتمع ، ليكونوا سندا وملجئا وحصنا حصينا يحتمى به من جاهلية أصابت بعض الآباء فطغت على زوجاتهم وبناتهم .

مداد

مداد