الاثنين، 7 يونيو 2010

صوت المعلم / 1


ديمقراطية التشاور .. بين الواقع والتطبيق (1)
هكذا قالوا عن الديمقراطية، "وأمرهم شورى بينهم"، بهذا المبدأ تتخذ القرارات الصائبة، "وفوق كل ذي علم عليم" فلا يمكن أن يكون رأي الفرد دائما على صواب ورأي الآخرين على خطأ، ولا يمكن أن نستمر بالعلل السقيمة نفسها، وهو أنّ من هم على الكرسي الدوار أعلم بالمصلحة، وأعلم بالصواب ممن هم في الميدان.

كل هذا من أجل فلذات الأكباد، أبنائنا وبناتنا الطلاب الذين أفنوا أشهرا من الدراسة المستمرة دون استراحة كافية للمحارب المنكب على كتبه ودروسه طوال الأشهر الماضية. كل ذلك من أجل أن يقطف ثمار جهده واجتهاده وكفاحه الطويل. كل ذلك من أجل أن يثبت لنفسه وللآخرين بأنّ الظروف التي يمرون بها لن تكون حجر عثرة على مسيرة التعليم ومسيرة البناء العلمي والفكري والثقافي لهم.

كثيرون هم المستاءون من القرارات التي أصدرت بحقهم. يتساءلون عن طريقة تجعلهم يستذكرون كتابا يبلغ عدد صفحاته 294 صفحة. يبحثون "لاهثين" عن حل يرتب لهم وقتهم كي يكونوا قادرين على تغطية المطلوب دراسته لاختبارهم النهائي. تجدهم تائهين بين عائلاتهم ومعلميهم وإدارة مدرستهم، يرجون أن يمد لهم حبل النجاة الذي يفرج كربهم، ويبعد السوداوية التي أصابتهم دون سابق إنذار.

ولكي لا يكون الكلام عشوائيا وغير مفهوم، سأوضح بعض النقاط كالآتي:
أولا: وقت الدوام الطلابي.
يتساءل الطلاب عن الوقت المتاح لهم بين الدراسة وبين تأدية الاختبارات، والفاصل الزمني الموجود بينهما، وهو "صفر يوم" ، فللأسف لا يوجد أي فاصل بين الدراسة والاختبارات، مع العلم أن:
- كثير من المواد قد تم إنهاؤها "كمادة علمية تعطى من المعلم للطلاب".
- تختلف كل منطقة عن أخرى في دوام الطلاب، فهناك من المدارس التي خلت من الطلاب منذ شهر، وهناك من تابع الدوام وسيتابع حتى اليوم الأخير.
- مبدأ هذا الاختلاف هو الإدارات المدرسية المتفاوتة بين مطبق للقانون بحذافيره، وبين متساهل أو متعاون مع الطلاب، وبين متهاون وغير مطبق للقانون. مع العلم أنّ كل هؤلاء يرفعون راية "مصلحة الطلاب العامة" كشعار لهم يدافعون فيه عن قراراتهم.
- مع معرفة الإدارات بكافة مواقعها وتسلسلها الوظيفي أنّ الوقت قد لا يكفي لتغطية كافة المنهج في بعض المواد – كاللغة الإنجليزية – فهم يصرون على أن يغطي المعلم المادة فصلا فصلا وورقة بورقة. وسبب الإصرار أنّ لا أحد لديه القدرة على تحمل قراراته، فالكل ينظر للأعلى منه تسلسلا وظيفيا كي يخبره بما عليه أن يقرر، والأعلى ينظر لمن هو أعلى موقعا، وهكذا!
كل هذه النقاط، وما خفي كان أعظم، سببت ضغطا نفسيا وجسميا للطلاب فالطالب محتار الفكر، ومشغول العقل، غير قادر على التركيز. ومن هنا كان لابد من وضوح الرؤية لدى المعلمين والطلاب من قبل إدارة المدرسة. أما أن تُتخذ القرارات – أو أن تظهر هذه القرارات- في الأيام الأخيرة فهو أمر لا يمكن التغاضي عنه، ونقول ذلك من أجل "مصلحة الطلاب العامة".

مداد

مداد