الاثنين، 30 مايو 2011

الخطَاب الدينيّ في السلطنَة .. بينَ ثقافَة البشر ، والحَجر! للكاتبة عائشة السيفية‏

لمْ يكنْ غريباً على الإطلاقِ ما حدَث من تصَاعد التيّار الدينيّ في أسابيع الاعتصَام الأخيرة التيْ تلتِ التغييرات الحكُوميّة الكثيرَة التيْ شهدتهَا السلطنَة بعدَ أيّامٍ من أحدَاث صحَار وما رَافق ذلك التصَاعد من مغَادرَة الأغلبيّة الشعبيّة لمواقعِ الاعتصَامات كردّةِ فعلٍ على استجَابة الحكُومة لكثيرٍ من المطالبِ التيْ خرجُوا للاعتصَام لأجلها ولمْ يكنْ غريباً كذلك تصَادمهُ مع التيّار الليبراليّ الذيْ كانَ حاضراً منذ البدَاية في المشهدِ الاعتصَاميّ .. وما تلا ذلك من تصَاعد مطَالبات خرجَ التيّار الدينيّ بها تركّز أغلبهَا حولَ سياسَات وزَارة الأوقاف والشؤون الدينيّة ، الوزَارة المعنيّة بالدرجَة الأولى بإدارَة السياسَة الدينيّة في السلطنَة .. وما تبعَ ذلك من أحدَاثٍ أبرزها واقعَة حصن الفليج التيْ أثارت الكثير من اللغطِ حولَ صحّتها من عدمهَا .. وحولَ مسبّباتها الحقيقيّة .. إلا أنّ سؤالاً كانَ يلُوح في الأفق: لماذا صعد التيّار الدينيّ بقوّة في فترةِ الاعتصَامات ولماذا غادرَ الكثيرُون وبقيَ أصحَابُ اللحَى والعمَائم ليوَاصلوا المطالبَة بحقوقهم التيْ من الواضحِ أنّهم كانُوا الأقلّ حظاً من جملةِ التغييرات الحكُوميّة التيْ طالتِ البلاد؟ المطالبَات بتغيير السياسَة الحكُوميّة في التعامل مع الدين في السلطنَة لم تكُن وليدَة لحظَة .. وإنّما خرجتْ ولكنْ بصوتٍ خافتٍ جداً .. وعلَى الرّغم أنّ الحكُومة أبدتْ انفتاحاً كبيراً للاستمَاع للمطالبِ الشعبيّة إلا أنّ خطوَاتها في إحداث تغييرات على مستوَى السياسَة الدينيّة المتّبعَة كانتْ ضعيفَة للغاية ..


************************



توقّعتُ ككثيرٍ من أبناء الشعبِ ، أن تطالَ التغييراتُ الوزَاريّة التيْ صدرت في مَارس الأخير وزَارة الأوقاف والشؤون الدينيّة ووزارة التعليم العالي ووزارَة الإعلام وكنتُ أتمنّى فعلاً أن أرى وجُوهاً جديدَة ، شابّة ، وطمُوحة كتلكَ التيْ رأينَاها في عددٍ من الوزَارات التيْ طالتها التشكيلَة الوزاريّة الجديدة فأمّا وزارَة الإعلام فقد خرجت الكثيرُ من الرُؤى والمقالات لتبيَان أسباب ضرورَة بثّ دماء جدِيدَة فيها وأمّا وزارة التعليم العالي فربّما نفردُ مقالاً مطوّلاً يخصّها وأمّا وزَارة الأوقَاف والشؤون الدينيّة فالحديثُ يطُول فيها إذْ يشهدُ هذا العَام العام الرَابع عشر منذُ تولّي وزِير الأوقَاف والشؤون الدينيّة الحاليّ مقعدَ الوزَارة أربعَة عشرَ عَاماً كانتْ كَافيَة جداً لتعمِيق الهوّة بينَ الشّعب ، والدِين .. وإطبَاق قبضَة حديديّة على أيّ تصَاعد دينيّ قد تشهدهُ السلطنة ..


***************************


خلالَ الخمسَة عشر عاماً الماضيَة مَارستِ الدولة متمثّلة في الحكُومة أقصَى درجَات التغييب للخطَاب الدينيّ وحضُورهِ في صلبِ المجتمع العُمانيّ متعَاملَة معه وكأنّه قنبلَة موقُوتة أو بعبُع قد يكشّر عن أنيَابهِ في أيّ لحظَة. تعَاملت الحكُومة مع الخطَاب الدينيّ كـ"مصدَر خَطر" يهدّد أمنها .. وبدَل احتوائهِ ومحَاولةِ فهمه .. كانَ الحلّ هوَ قمعهُ وتغييبهُ عن المجتمع. واليَوم فقدَت الكثِير من القوَاعد الدينيّة معطَياتها فتحوّلت المسَاجد إلى مجرّد دُور عبَادة لأداء الصّلاة بعدَ أنْ كانتْ مرَاكز تعليميّة وثقافيّة قبلَ عشرينَ عاماً .. كانتِ المساجدُ تخرّج الطلبَة ويمضيْ الطلبَة ابتدائيّتهم فيهَا باعتبَارها نظَاماً تعليمياً ممنهجاً بكوَادر تعليميّة مؤهلة ومخرجات مؤهلَة كذلك سرعَان ما تلتحق بعد تخرّجها من مدرسَة المسجد إلى المدَارس الحكُوميّة ذات التعليم النظَامي ولعلّي شهدتُ تخرّج جمِيع أشقائي الذينَ يكبرُونني سناً من هذهِ المعَاهد التيْ لمْ تكُن تقدّم المَادّة العلميّة فحسب بلْ كانتْ تكافئ طلاّبها بروَاتب شهريّة رمزيّة ما حفّز الكثيرين على الدرَاسة بهَا ، لقد كانتْ باختصَارٍ منظُومة تعليميّة راقيَة ومستقلّة وقائمَة على أسسٍ وأهداف وفي الزّمن الذيْ كان المسجِد يقدّم حركَة وعظيّة حقيقيّة ونشاطاً اجتماعياً مكثفاً ، تنَاقصت الحركَة الوعظيّة شيئاً فشيئاً وظلّت على مكَانها وأفكَارها جامدَةًلا تتحرّك ظلّ الخطابُ الدينيّ نفسهُ بذات العقليّة والأفكار لا يتغيّر وفي زمنِ الفيسبُوك وتويتر وغيرها لا يزَال الخطَاب الوعظيّ لدينَا يمَارسُ بتقليديّة عجيبَة حديثهُ عن النحل والأفلاج وإماطَة الأذى عن الطريق هذا الشبَاب المتفجّر بمفاهِيم الحريّة ورؤى العدَالة والثورَة الانترنتيّة المصَاحبَة الشبابُ الذي يعرفُ عن بطُولات جيفارا وغاندي وماندِيلا أكثر مما يعرفُ عن عمّار بن يَاسر وبطُولات الصحَابة وجدَ هؤلاء الشباب جداراً صلباً يحجبهُم عن الخطَاب الدينيّ .. جدار جَامد متين أصّلته الدّولة بمسَاعدَة ومبَاركة من الوزَارة المذكورة ..


وسَاهمَ تجفيفُ موَاد التربيَة الإسلاميّة في المنَاهج الدرَاسيّة وتسطيحهَا في فصلِ أجيالنا الحاليّة عن منظُومة الدِين وأهميّته في الحياة حتّى الأناشيد الدينيّة طالتهَا عصَا المنعِ في فترَة زمنيّة ما وعادتْ مؤخراً وإن بشكلٍ خجولٍ ..



وإذا عَادَ أحدكُم إلى خطَب يومِ الجمعَة قبلَ عشرينَ عاماً لوجدَها كتبتْ بنفس العقليّة والفكر الذيْ لا تزَالُ عليهِ اليَوم عقليّة لا تتطوّر فيمَا يتطّور كلّ شيءٍ حولها .. حتّى عقليّة البناء والتعمير .. عقليّة الحجر اختلفتْ في السلطنَة في العقد الأخير بينمَا خطب يوم الجمعَة ماكثَة على ما هيَ عليهِ .. وفي الوقتِ الذيْ كانتِ الثَورات تدوِيْ في الوطنِ العربيّ أجمَع ، ظلّ العُمانيّ يذهبُ للصلاةِ كلّ جمعَة ويستمعُ للخطَاب المملّ المكرور الذي مَارستهُ عليهِ الآلَة الدينيّة للحكُومة "فكرّهتهُ" في الربعِ ساعة التيْ يقضيها مستمعاً للخطيب في حصّة دينيّة مملّة متخلّفة عشراتِ السنين عن عصرِ التطوّر والحدَاثة الذي يعيشهُ العَالم أجمع ، ويمثّل الانسانُ العُمانيّ جزءاً لا يتجزَأ من منظُومته حصّة دينيّة في وادٍ ، والعالم وأحداثهُ وثوراتهُ في وادٍ آخر!



مُورس هذا التغييبُ على أشدّهِ بعدَ اعتقالاتِ عام 2005 وفيْ الوقتِ نفسهِ كانتِ السلطنَة تدخلُ سباقاً قوياً على مستوَى الاستثمار والمشاريع التنمويّة الضخمَة التيْ جذبتْ إليهَا رأس المَال الأجنبيّ وكانَت السلطنَة تسيرُ بقوّةٍ تجَاهَ الانفتَاح السيَاحيّ ، ولا عجبَ أنّ السلطنَة اليَوم تصنّف واحدَةً من أكثر دولِ الخليجِ تساهلاً في سياساتها على مستوَى التدَاول الكحُوليّ والليونة التي تبديها الحكُومة تجاهه متقدّمة ً على دولٍ أخرى كقطر التيْ تبيحُ تناول الكحُول ولكنْ داخلَ الحاناتِ فقط ، والكويت التيْ تحظرها تماماً أما في عُمان فيُتاح للأجنبيّ تناول الكحُول واصطحَابها خَارج الحانات هذا الانفتَاح الذي أبدتهُ الحكُومة سياحياً وسياسياً قابلهُ في الجَانب الآخر قمع واضح تجَاه الخطاب الدينيّ في السلطنَة في الخمسِ سنوَات السّابقة



وفيمَا تعَالت أصوَاتٌ كثيرَة تشتكِي من استشراء الفسَاد والمحسوبيّة في توزِيع بعثَات الدرَاسة للوعّاظ والموظفين والأئمة ومعاقبَة الأئمة الذينَ يرفعُون اصوَاتهم بالشكوَى عبرَ نقلهم إلى أماكن بعيدَة عن سكنَاهم ، كانَ الخطاب الدينيّ يوَاصلُ تدهورَه وسط َ مجتمعٍ بدأ يشهدُ حالَة من التخبّط الأخلاقي الذي انعكسَ في ارتفاع معدّل الجرَائم الجنسيّة التيْ تتكدّس يومياً بالعشرَات في أدرَاج الادعاء العَام وجرَائم العُنف والسرقَة التيْ أصبحنَا نراها رؤية العينِ ونقرؤها كلّ يومٍ في الصحف في موَاجهة تيّار من الأفكار المنحرفَة والموَاد غير الأخلاقيّة التيْ يبثّها الانترنت والقنوَات الفضَائيّة أمام هذا الكمّ الهَائل من الهيَاج الجنسيّ والتدهوُر الأخلاقي غابَ الخطَاب الدينيّ المتحضّر الذيْ ظلّ دائماً باعتدَالهِ واتّزانهِ حالَة ً صحيّة ً مهمّة ً في أيّ مجتمعٍ مسْلم



وفيمَا انشغَل الوَزير الشيخُ التاجرُ باستثمَاراتهِ التجَاريّة المختلفَة بينَ الكسّارات والموَاد الصابُونيّة وإدارة استثمارتهِ في التعليم التجاريّ بالجامعَات الخاصّة المحليّة واستثمَارات مُربحَة أخرى كانتِ الوزَارة تتخبّط في تقدِيم دورهَا المنَاط بها



هذهِ الوزَارة التيْ عجزتِ اليَوم عن إنشاء مرَاكز ثقافيّة للنشءِ تخَاطب رؤاهم وأفكارهم ، مراكِز ثقافيّة توجّه احتياجاتهم للطريق الصحيح .. تُخرجُ فكراً معتدلاً لا متطرّفاً ، فِكراً متزناً لا أصولياً .. فكراً يخَاطب فيهِم روح الانسانيّة والعدَالة والإيمَان والفِكر والتطوّر والتقدّم العلميّ .. مرَاكز صيفيّة حقيقيّة لا تقدّم خطاباً دينياً فحسب .. وإنّما رؤى حيَاتيّة .. رؤى شبابيّة اجتماعيّة .. هيَ جزءٌ من العقيدَة الاسلاميّة التيْ لم تكُن يوماً قاعدَة دينيّة فحسب وإنّما قاعدَة حيَاة لكلّ شيء .. للسياسَة للاجتماع للتعلِيم ..



ما نحتاجهُ اليَوم هوَ بثّ دماء جديدَة وشابَة وزيرٌ جديدٌ بعقليّة متفتحَة لنتيحَ الفرصَة ليتفرّغ الوزير الحاليّ لمشاريعه الاستثماريّة لأنّ حساسيّة دورِ هذه الوزارة والنتاج المنتظَر منهَا في الوقتِ الرَاهن لا يستطيعُ إدارتهُ وزيرٌ تاجرٌ أضف إلى أنّ فرصَة أربعَة عشر عاماً للاشتغال على الشأن الدينيّ في السلطنة كانت أكثر من كافية لإعادة تقييمِ أدائه ولأنّ إعادة هيكلَة التعامل مع الخطاب الدينيّ المحليّ يحتَاجُ تفرغاً ذهنياً وكلياً وليتركَ سدّة المنصب لوزيرٍ آخر جديدٍ بعقليّة متفتّحة عاصرت الفيسبُوك وتويتر وتفهم تماماً الجيلَ الذي تخاطبهُ وجدليّات فهم الواقع الحاليْ الذي يفرضُ أن يطوّر الخطاب الدينيّ الحكوميّ أدواتهِ نحتَاج لتجربَة دينيّة جديدَة حيّة وشَابّة ولوعّاظٍ بأفكارٍ واعيَة ومنفتحة ونحتَاجُ لضخّ مالٍ كبير لهذهِ الوزَارة حتّى تمَارس دورهَا الثقافيّ في صنَاعة النشء ، ونبذ دورهَا الحاليّ القائم فقط،على كونهَا مؤسسة دينيّة ينتهي دورُها عندَ بابِ المسجد باعتبَارهِ داراً للصلاة والشعائر الدينيّة نحتَاجُ لضخّ الكثير من الأموال لتقدِيم دوراتٍ -بمهنيّة لا محسُوبيّة- لأئمة المساجد الشباب الذينَ تعَاملتْ معهُم الوزَارَةُ حتّى اليَوم وكأنّهم باعَة سلَع بالقطعَة تمنحُهم روَاتب متدنيّة بالقطعة مقابل أن يؤمّوا الناس كلّما حَان موعِد إحدى الصَلوات ، وكأنّه أتَى لأداء مهمّة معيّنة ينتهيْ دورُهُ بانتهائها تغييب دور إمام المسجد الواعي المثقّف الذي لا يقتصرُ دورهُ على أمّ عُمومِ الناس الذينَ يستطيعُ أيّ واحدٍ منهُم -وقد خبرَ الصلاة في المسجدِ- أن يؤمّهم..

**************************


أجهلُ تماماً ما الذيْ لعبهُ مكتبُ الإفتاء بكلّ ثقلهِ في مقاومَة هذا التغييب المنظّم الذيْ كانتِ الوزَارة فيه عصَا الحكُومة التيْ تقمعُ بها الدّين.. هذا المكتب الذي ظلّ وحدهُ ضمنَ منظُومة الوزَارة المذكورة يحتفظ بمكَانتهِ الدينيّة في المجتمع وبموقعِ الاحترَام والتقدير الذي يكنّهُ الشعبُ لهُ في الوقتِ الذي انفصلِ فيهِ الشّعبُ عن بقيّة الدور الدينيّ الذي تقدّمه الوزارة.. ولماذا لا يوَاصل مكتب الإفتاء تدعيم دورهِ بعدَ إنشاء موقعهِ على الانترنت بإنشاء صفحَة على الفيسبُوك مثلاً وأخرى على تويتر ومواقع الشبكَات الاجتماعيّة الأخرى وذلك لتعميق العَلاقة التيْ خفتت كثيراً بين الشباب والمؤسسة الدينيّة .. لماذا لا نرى حراكاً مغايراً يقدّمه المكتب الافتائيّ في الوقتِ الذي يئس الناسُ من الخطاب الدينيّ الممَارس من قبلِ الوزارة المذكُورة ..

*******************************


لمْ يكنِ القمعُ وتغييب الدينِ بشكلٍ إجبَاريّ منظّم حلاً لموَاجهة التطرّف ، لمْ يكُن حلاً في تجَارب مماثلَة كانَ على الحكُومة أن تأخذٌ منها درساً كتُونس التيْ غيب الدينُ لحدّ التطرّف فيها لأكثر من عشرينَ عاماً لكنّه عادَ مؤخراً معَ أوّل سقوطٍ لهرَم السلطَة فيهَا زين الدّين العَابدين..



ولأنّ موَاجهَة التطرّف لا توَاجهُ بتطرّف آخر كانَ على الحكُومة وبمسَاعدَة الوزَارة المذكورة احتواءَ الخطاب الدينيّ ومحَاولة فهمه والتعَامل بمرُونة معه لأنّ الدِينَ خرجَ للبشريّة معتدلاً ولا حلّ إلا في الاعتدَال بالتعاملِ معهُ ولدَينا أمثلَة رائعة في ذلكَ كالتجربَة الماليزيّة التيْ تعاملتْ مع الخطَاب الدينيّ برفق وأتاحتِ الفرصَة للجيل الماليزيّ ليتعرّف أكثر على المفَاهيم الجميلة والقيم النبيلة التيْ يُمكنُ للدينِ أن يقدّمها لحيَاتهم والتجربَة الكويتيّة التيْ تشهَد تعَايش كَافة الأطياف الليبرَاليّة والشيُوعيّة وغيرها مع التيّارات الدينيّة باختلاف حركَاته ومذاهبها..



التغييبُ لنْ يقدّم حلاً والظلاميّة لا تُشعلُ نوراً وعلى الحكُومة أن تعِي جيّداً أن موَاصلة تغييب الخطَاب الدينيّ باعتبَارهِ ممارسَة متطرّفة لن يحلّ الأزمَة بل سيقودُ إلى أزماتٍ أخرى أليستْ أكبر الحركَات المتطرفة في العَالم –وأقربها الجَارة إيران وأفغَانستَان- جاءتْ كردّة فعلٍ على سياسَات منظَّمَة استمرّت عقوداً طويلة لتغييبِ الدين؟



نحنُ أمام أزمَة حقيقيّة ، صامتَة ربّما قد لا تظهرُ أدخنتها على مدَى قريب لكننا بالتأكيدِ سنوَاجهُ يوماً النتيجَة الكارثيّة على الطرفين التدهُور الأخلاقي والتطرّف الدينيّ الذي لا حلّ له إلا بفهمه .. ونبذهِ من قبلَ الأجيال الحاليّة التيْ أبصرتِ النُور وهيَ ترى الأداةَ الحكوميّة تعاملُ الخطَاب الدينيّ كفزّاعة ، ومصدَر قلق ..



آن الأوَان لأنْ تتصدّر هذهِ الوزَارة دورِها الحقيقيّ ، دورِها الذي غيّب وراء لهَاثها في بناء المسَاجد الضخمَة الكبيرة المليئة بالنقُوش والأحجار الكريمة ونسيتْ يوماً أنّ الحضَارة الاسلاميّة على مرّ الأزمنَة انتعشتْ وأثمرتْ حينَ استثمرتِ الدينَ في الانسَان .. استثمرتِ الدينَ في حيَاةِ الشُعوب ، باعتدَالٍ وفكرٍ ووعي وفهمٍ حقيقيّ للدين وتعايش سلمي بوجُوده مع كلّ الفئات المجتمعيّة .. وأنّ الحضَارة لن تقُوم يوماً على أكتَاف الحَجر وإنّما على ثقافَة البشر ..




To Build A Fire
Jack London (1910)

The author:
Jack London was born in San Francisco . His early life was difficult . He is well known for his novels like The Call of the Wild, The Sea Wolf, and White Fung. He wrote many stories about the theme survival. His story " To Build A Fire" is one of those stories which talk about survival. Actually, I can say that it is based on his own experience. London went to search for gold and passed on the same setting in a freezing area.

The Story :
1- The characters :
- The man (the main character): He is a developing character .At the beginning, he is self-confident and he refuses to listen to the old – timer who has an experience in traveling is such weather and place. Also, the protagonist has lack of imaging .During the story we can notice the change in his character. He blames him self not to listen to the old man and becomes less confident, weak, and regret .Also, we can notice the change in his imagination and his way of thinking at the end of the story, but unfortunately it was too late, for he was dying. Another pint is that London didn’t give us a name for the man, maybe to make it in general and give the position of that man in the story to anyone who had the same experience. Finally, this character fit with the setting and it was chosen perfectly by the author who made it rough and tough personality.
- The dog : It is an important character. Actually, it is the only one who survived and not died. It is amazed and can not understand the way that the traveler is acting like. The dog is acting and behaving according to his instinct and to his past experience because it is a native dog. It is contradicted with his owner, it obeys him in order to get food and keep it worm. The relation ship between them is not intimately.
- The Old-timer : He is a miner character who advised the main character not to travel a lone in such weather.




2- The narrator point of view :
- The narrator is a third person narrator.
- He dose not participate, but he is an omniscient ( he tells us what is going on in the mind of the main character and the thoughts of the dog )
- He shows no sympathy with the protagonist.
- The narrator is object (observer).
3- The Plot :
The story is about a man and his only companion his dog .They travel through the tundra of the Klondike region of what is now the Yukon Territory in Canada. The man was advised by the old-timer not to travel alone if the weather 50 degree below zero, but he doesn't listen to him and accept to challenge the unforgiving nature. He faces many difficulties because of freezing air. After many times of trying to build a fire, some of them were successful, he freezes to death and faces his destiny. At the last moments of his life, we can see how he is struggling and fighting not to die a lone in that area. However, it is not his lucky day and nature proves its power and teaches him a lesson, a lesson which came too late, so he could not get benefits of it .The man dose not pay attention or take care of the absence of the sun, the tremendous cold, and many other signals which would save him if he took them seriously.

4- The Setting :
As I mentioned above, the story takes place in one of the coldest places in the world. It takes place in Canada in Klondike near Alaska. The temperature is 50 degree below zero. The area is dangerous and rough. It is not advised to be a lone in such place because it too hard to stay alive and to survive a lone. Nature is a mysterious power which we can't challenge and freezing places is one of nature's weapons which tells us not to be stubborn and foolish. The setting fits with the story and with the personality of the character as I said before.

5- Themes :
The man’s behavior and his ultimate fate highlight the story’s themes of survival in the wilderness, the individual versus nature, and death. But I will focus on survival, London wrote another two stories for the same theme.




6- Conflicts :
There are two conflicts in the story.
- External : man vs. nature : in which the man struggles to survive against the deadly cold. It is the main conflict , and the man challenges the nature when he chose to travel alone .
- Internal : man vs. himself : in which the Newcomer is constantly fighting his own foolishness for taking so many risks in such extreme cold and not following the advice of people with more experience.

7- Conclusion:
To Build A Fire is a wonderful story which carries with its details and descriptions many lessons and themes. It is about surviving in a place where Death is waiting the moment of our weakness to attack us savagely. The man faces his destiny and the sequences of his own decision. He realizes the truth and blames himself not to listen for the advisor, but it was too late for that, he was dying.











الأحد، 29 مايو 2011

A man Born to LOVE



In Memoriam
--------------------------------------------------------------------------------


Leo Buscaglia
INTERNATIONALLY KNOWN AUTHOR-LECTURER Leo Buscaglia – an alumnus and a professor of special education and counseling at USC’s School of Education for nearly 20 years – died of a heart attack June 11 at his home in Glenbrook, Nev., near Lake Tahoe. He was 74.
“The entire university mourns the passing of a truly great friend and pioneer in his field,” said Guilbert C. Hentschke, dean of the School of Education. “Leo Buscaglia has been contributing to USC – as a student, alumnus, faculty member and scholarship donor – for more than 40 years. He will be missed by many, many people.”
The author of a series of best-selling books on loving and human relationships, Buscaglia earned a bachelor’s degree in English and speech (1950), a master’s degree in language and speech pathology (1954) and a Ph.D. in language and speech pathology (1963) from USC.
In 1969, he taught a self-actualization course at USC. Love 1A begat Love, the first in a long series of Buscaglia best-sellers, including Personhood, Loving Each Other and Fall of Freddie the Leaf.

BUSCAGLIA WAS BORN March 31, 1924. The son of Italian immigrants, he was reared in Los Angeles and didn’t learn to speak English until he entered primary school. His teachers mistook his fumbling language skills for mental retardation and placed him in a special education class. Under the tutelage of a caring teacher, he learned English and a lesson in compassion that would eventually lead him into a career as a speech therapist in Los Angeles-area public schools.
Buscaglia served as supervisor of special education in Pasadena City Schools from 1960 to 1965. He then joined the USC School of Education faculty and taught special education and counseling at the university until 1984. After retiring from teaching, he served on the School of Education’s Board of Councilors.
In 1989, Buscaglia gave real estate valued at $500,000 to USC. Part of that gift funded the Leo F. Buscaglia Scholarship for Inner City Teacher Education, a four-year, full-tuition scholarship awarded to outstanding graduates of Crenshaw, Fremont, Manual Arts, Roosevelt and Jefferson high schools in Los Angeles. After earning a bachelor’s degree and teaching credential at USC, Buscaglia Scholarship recipients must teach for at least two years in an inner-city high school.
Contributions in his memory may be sent to the Leo F. Buscaglia Scholarship for Inner City Teacher Education, USC School of Education, WPH 103, Los Angeles, CA 90089-0031.


الخميس، 4 نوفمبر 2010

Between Seekers, and Founders!


Between Seekers, and Founders!

The world is too much with us..” wordsworth
In the middle of this busy and crowded Life, some people feel lost, unable to find themselves, or to find who they really are! Such feeling is amazing , because the expected fascinating outcomes of it are a life-changing ones.
It is uneasy to continue living aimlessly, with no clear path, belief, principle, or even a philosophy to follow. It is well-known that lots of aspects, working in an interactional way, shape the life of a human being. Here “I” divide people into two parts: Seekers and Founders.
Seekers, those who seek recognition, or waiting to be respected, accepted, appreciated, or at least felt by others. This way of thinking weaken their souls, and increase the agony they feel while experiencing being LOST! This is due to the nature of today’s generation and the reality of the world where nobody seems to care about others or even notice their existence. We are living in a cruel world of materialism and mutual interests, which pushes us (as humans) away from the essential and the basic feelings of Humanity. The feelings of loving each other without a purpose.
My word to the seekers is: for God sake, stop seeking. No one will listen to you, no one will notice you, and no one will recognize you! Almost everyone has his own challenges, obstacles, difficulties that they cannot hear you or have a little time to you. It is a busy agenda, the agenda of accumulating materialistic stuff. Mostly, you will be lost that you will never find the way out, and you will waste your valuable living time waiting for others` recognition. So, what can you do?! Maybe changing the road of your journey to the other not taken one, the road of founders!
Founders, those who stop seeking, and instead they prefer to discover the essence of their selves, to realize the truth of who they are! What an enlightening experience they go through! An experience of knowing, discovering, realizing, and being fascinated by what they learn. An extraordinary and a fabulous spiritual journey of finding the core of who they are! A way from waiting to be given credits or being recognized by others. They determine with a strong will to find themselves by experiencing their abilities, souls, potentials, and looking back to the amazing moments of their past. What is worth noticing here is the idea of finding ourselves instead of seeking and waiting for recognition from others.
Don’t expect anything in return of your good deeds. Don’t seek appreciation of what you have given. Instead, do all what you have to do to satisfy yourself before satisfying others. It is time to be YOU. In brief, finding the wonders of yourself is much better than seeking it from others around you. Remember, you cannot please all people, regardless your efforts to do so. You will still be seen as a jerk, naïve, fool, or even stupid! But who cares?!!!
Give love, to live.. Give without any sort of minimum expectations to be given in return. Love yourself, love others, and make sure that you are a unique person, with a unique history that tells others who you are, and what is the story of your marvelous journey in Life. Remember, you need others, not to judge you, but to live with and love you. You are the master of your destinations, don’t let others to direct you, because they don’t own you!
To sum up, my beloved teacher, the late Leo Buscaglia said “I believe that you control your destiny, that you can be what you want to be. You can also stop and say, No, I won't do it, I won't behave his way anymore. I'm lonely and I need people around me, maybe I have to change my methods of behaving and then you do it.” And I think a man has to maintain the core value of his soul!

الاثنين، 12 يوليو 2010

Democracy From Death Perspective




Democracy, from Death perspective
- Dedicated to the late Leo Buscaglia, My own Guru.
“Death is a challenge. It tells us not to waste time... It tells us to tell each other right now that we love each other”, So said Buscaglia. The most terrifying subject that lots of people, especially western folks, think about is the scary feeling of dying alone!
This issue creates a center of attention to many human beings who find themselves, and their social lives in vain, detached from any sort of the essential aspect of human beings communications with each other. That sort of pure contact of which is being lost in the market of materialism, and living life as a goal rather than as a marvelous and an extraordinary journey to another eternal life.


This aspect of dying alone, without anyone holding your hands, without anyone saying that you will be missed, and you are loved, and all other words that make the dying person departed this life with a lovely smile makes some human beings scared of experiencing the process of Dying. Another aspect behind this fear is how people view death as an end of all the pleasures in Life, rather than a chance to live life fully, and enjoying each moment of it, by experiencing and celebrating all its components, conditions, aspects, and feelings. These thoughts and ideologies in viewing Life and Death confuse some people and create some sort of disorder in the process of accepting Life as a chance to love, to forgive, to care about, and the most important to live it beautifully and peacefully. Or accepting Death as a lovely end of a fabulous and fantastic colorful life.
What I like about Buscaglia is his high-spirited soul and his view of Life and Death. We do need people like him to help us finding the path of living our lives accompanied with loving ourselves and others simultaneously regardless our natural differences. We do miss such spiritual teachers who guide us to the beauty of life, and to rescue us from the swamp of materialism. (check: can we say that?!)
Buscaglia said that “pleasant or unpleasant, Death is the most democratic thing we ever going have to encounter as we live.” I think his message was not to wait, not to put off and waste time, and to celebrate life by fully living the ultimate of it! And as he always shared a poem dropped on his desk by a female student who lost her boy friend in Vietnam war, I would also like to share it with you. Think of it, and waste no more time, because TIME never stops. The poem is called “Things you didn’t do”.
Remember the day I borrowed your brand new car and I dented it?
I thought you'd kill me, but you didn't.

And remember the time I dragged you to the beach, and you said it would rain, and it did?
I thought you'd say, "I told you so." But you didn't.

Do you remember the time I flirted with all the guys to make you jealous, and you were?
I thought you'd leave me, but you didn't.

Do you remember the time I spilled strawberry pie all over your car rug?
I thought you'd hit me, but you didn't.

And remember the time I forgot to tell you the dance was formal and you showed up in jeans?
I thought you'd drop me, but you didn't.

Yes, there were lots of things you didn't do,
But you put up with me, and you loved me, and you protected me.
There were lots of things I wanted to make up to you when you returned from Viet Nam.
But you didn't.


Ali Saleh Alryami
Ali_alryami@hotmail.com

نبض الوطن / 8


معاناة..
لم يعد يخفى على أحد أننا نشاهد حربا إسفلتية أخذت ولا زالت تأخذ في طياتها أطفالا وشبابا وكبارا.. وتخلّف على إثرها ثكلى وأرامل ومكلومين .. ولم تأل الجهات الرسمية وغير الرسمية جهدا في نشر وبث الوعي لدى أفراد المجتمع، محذرة وناصحة وموجهة لهم بأن لا تأخذ المسألة باستهتار، وأن يفكروا بعقلانية ومنطقية.. ومع ذلك لا زلنا نشهد بعضا من التصرفات الرعناء والغبية كلما خرجنا لميدان المعركة المضرج بالدماء..

معاناة جديدة..
يبدوا أننا لا نستطيع التوقف عن إلقاء أنفسنا في التهلكة.. ويبدوا أنه كلما مللنا من حرب خاسرة ننتقل إلى أخرى "خاسرة". فشبح الموت المتمثل في حالات الغرق في البحار والأودية صار يخيم على الأجواء، كظاهرة ليست بالجديدة نوعا، ولكن كمّاً. والموضوع ليس مختصا بالأنواء المناخية التي نمر بها من وقت لآخر. ولكن بتجاهل بعض الناس للتحذيرات والتوجيهات التي تصدر من كافة الجهات مرارا وتكرارا. وكم فقدنا من شباب وأطفال في زهرة العمر من أجل خطأ ما كان يجب أن يرتكب أو أن يصدر من عاقل.
كلمة أخيرة ..
لأكن صريحا معكم.. لم أعد قادرا على استيعاب الوضع ومسبباته!! لا بد وأنّ هناك خللا ما في منطقة معينة لم نصل إليها بعد.. العقل البشري القادر على التمييز موجود، والتحذيرات والتوجيهات موجودة، والقوانين والأعراف موجودة، والضحايا والحمد لله يتزايد عددهم يوما بعد آخر، والأم الثكلى والزوجة الأرمل والطفل اليتيم موجودون.. ماذا ينقصنا بعد؟!!!
علي الريامي

الاثنين، 7 يونيو 2010

صوت المعلم / 3




ديموقراطية التشاور .. بين النظرية والتطبيق (3 والأخير)
يقول الفيلسوف والروائي الإيطالي جورج سانتيانا: "أولئك الذين لا يتذكرون الماضي – بأخطائه – محكوم عليهم بتكراره" ونأمل أن تكون التجارب التي مررنا بها هذا العام بداية لرؤية مستقبلية معلومة ملامحها ومدرك أهدافها وواضحة مسالكها. فيتكون الإدارة المدرسية في صحة من التخبط الذي هي عليه، ويكون المعلم على وعي كامل وإدراك تام بما يجب عليه فعله، وأن يكون الطالب على بينة مما هو مطلوب منه. بهذه الرؤية الواضحة تماما، والتي تخلو من أي لبس، نكون قد حققنا الهدف من العملية التربوية، وأفسحنا المجال للإدارة والمعلم والطالب بأن يقوموا بعملهم على أكمل وجه.
وتتمثل "مصلحة الطلاب العامة" في قرار الكل، لا الفرد. فاجتماع الرأي ينتج عنه القرار السديد الذي فية المصلحة الحقيقية للطالب. وكما تحدث الكاتب نبهان البحري في العدد الماضي قائلا: "والاختلاف في الرؤى والأفكار دلالة على حضور العقل ... أما الاستبداد بالآراء والافتيات وجهات النظر فيكشفان عن وجود عقل أوحد وقطيع من التابعين مسلوبي الفكر والارادة والحرية والهوية، وحظر الاختلاف وحجبه يعني مصادرة الفكر. والفكر لا يصادر." مرافئ-العدد 34 – الحلم الأخير.
ومن هذا المنطلق الفكري لمبدأ الاختلاف –الصحي – يعز علينا أن نكون قطيعا "إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا، وإن أساءوا أسئنا.. بل إن أساءوا أحسنّا" ، وحرية الفكر مكفولة بخطاب صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه. ونحن وإن كنا لسنا في مواقع اتخاذ القرار، ولسنا من حملة الدكتوراه – إن كانت هي المقياس- فقد أعطينا عقلا وفكرا يجب أن يحترم وإن تعارض مع أفكار الآخرين، ويجب أن يستمع إليه لعل فيه الفائدة، وباجتماع الآراء نخرج برؤية واضحة المعالم تحدد "مصلحة الطلاب العامة"، وتحول من مجرد شعارات لا تجد للتطبيق الشامل سبيلا، إلى مبدأ ورؤية يعمل عليها الطالب والمعلم والإدارة والوزارة. وبذلك نكون قد خطونا إلى الطريق الصحيح والتفكير السليم. فهذه المؤسسة التعليمية التي تقوم على أساس المعلم، ولولا وجوده لأضحى أكثر من 500 ألف طالب قابعين في منازلهم. أفلا يتدبرون ويعون ويدركون أهمية هذا العنصر؟! والعنصر الآخر هو الطالب، وبعدها تأتي العناصر الأخرى التي توفر المكان والزمان والموارد اللازمة لقيام العملية التربوية. فهي كل متكامل لا يمكن تجزأته. والعمل معا بإشراك العناصر الثلاثة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، نوفق في جعل العملية التعليمية "لمصلحة الكلاب العامة".
كل هذا الكلام، وما تركناه .. من {أجل مصلحة الطلاب العامة} فقط!




مداد

مداد