
ديموقراطية التشاور .. بين النظرية والتطبيق (3 والأخير)
يقول الفيلسوف والروائي الإيطالي جورج سانتيانا: "أولئك الذين لا يتذكرون الماضي – بأخطائه – محكوم عليهم بتكراره" ونأمل أن تكون التجارب التي مررنا بها هذا العام بداية لرؤية مستقبلية معلومة ملامحها ومدرك أهدافها وواضحة مسالكها. فيتكون الإدارة المدرسية في صحة من التخبط الذي هي عليه، ويكون المعلم على وعي كامل وإدراك تام بما يجب عليه فعله، وأن يكون الطالب على بينة مما هو مطلوب منه. بهذه الرؤية الواضحة تماما، والتي تخلو من أي لبس، نكون قد حققنا الهدف من العملية التربوية، وأفسحنا المجال للإدارة والمعلم والطالب بأن يقوموا بعملهم على أكمل وجه.
وتتمثل "مصلحة الطلاب العامة" في قرار الكل، لا الفرد. فاجتماع الرأي ينتج عنه القرار السديد الذي فية المصلحة الحقيقية للطالب. وكما تحدث الكاتب نبهان البحري في العدد الماضي قائلا: "والاختلاف في الرؤى والأفكار دلالة على حضور العقل ... أما الاستبداد بالآراء والافتيات وجهات النظر فيكشفان عن وجود عقل أوحد وقطيع من التابعين مسلوبي الفكر والارادة والحرية والهوية، وحظر الاختلاف وحجبه يعني مصادرة الفكر. والفكر لا يصادر." مرافئ-العدد 34 – الحلم الأخير.
ومن هذا المنطلق الفكري لمبدأ الاختلاف –الصحي – يعز علينا أن نكون قطيعا "إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا، وإن أساءوا أسئنا.. بل إن أساءوا أحسنّا" ، وحرية الفكر مكفولة بخطاب صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه. ونحن وإن كنا لسنا في مواقع اتخاذ القرار، ولسنا من حملة الدكتوراه – إن كانت هي المقياس- فقد أعطينا عقلا وفكرا يجب أن يحترم وإن تعارض مع أفكار الآخرين، ويجب أن يستمع إليه لعل فيه الفائدة، وباجتماع الآراء نخرج برؤية واضحة المعالم تحدد "مصلحة الطلاب العامة"، وتحول من مجرد شعارات لا تجد للتطبيق الشامل سبيلا، إلى مبدأ ورؤية يعمل عليها الطالب والمعلم والإدارة والوزارة. وبذلك نكون قد خطونا إلى الطريق الصحيح والتفكير السليم. فهذه المؤسسة التعليمية التي تقوم على أساس المعلم، ولولا وجوده لأضحى أكثر من 500 ألف طالب قابعين في منازلهم. أفلا يتدبرون ويعون ويدركون أهمية هذا العنصر؟! والعنصر الآخر هو الطالب، وبعدها تأتي العناصر الأخرى التي توفر المكان والزمان والموارد اللازمة لقيام العملية التربوية. فهي كل متكامل لا يمكن تجزأته. والعمل معا بإشراك العناصر الثلاثة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، نوفق في جعل العملية التعليمية "لمصلحة الكلاب العامة".
كل هذا الكلام، وما تركناه .. من {أجل مصلحة الطلاب العامة} فقط!
.bmp)